الجمعة، 10 يونيو 2016

عدم التسليم بكل ما يعرضه الباحثون الغربيين. وتنقيته من الشوائب العقدية لتتم الاستفادة منه.

عدم التسليم بكل ما يعرضه  الباحثون  الغربيين. وتنقيته من الشوائب العقدية لتتم الاستفادة منه.
********************

[١٠/‏٦ ١:١٦ م] عبد الرحيم رضوان:
بعكس ما تصور "ناشيونال جيوغرافيك" الأسد بأنه صياد لا يقهر، إلا أنه ينجح فقط في ربع محاولاته للصيد.. ومع هذه النسبة الضئيلة - التي تشاركه فيها معظم الضواري - إلا أنه من المستحيل أن ييأس.. والسبب الرئيسي في ذلك لا يرجع للجوع كما قد يظن البعض.. بل يرجع لأن الحيوانات مبنية غريزيا على استيعاب قانون *"الجهود المهدورة"* وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها..
- نصف بيوض الأسماك يتم التهامها..
- نصف مواليد الدببة تموت قبل البلوغ..
- معظم أمطار العالم تهطل في المحيطات..
- معظم بذور الأشجار تأكلها العصافير..
وغيرها وغيرها من هذه الأمثلة بما لا يعد ولا يحصى..
والإنسان وحده فقط من يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويعتبر أن عدم نجاح أي محاولة هو الفشل.. لكن الحقيقة أن *الفشل الوحيد هو "التوقف عن المحاولة"*.. والنجاح ليس أن يكون لديك سيرة حياة خالية من العثرات والسقطات.. *بل النجاح هو أن  تمشي على أخطائك.. وتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدرا وتتطلع للمرحلة المقبلة*
ولو كان هنالك من حكمة تلخص هذه الدنيا فستكون بكل بساطة.
*"إستمر"* *..MOVE ON..*

............
[١٠/‏٦ ١:٢٦ م] محمد بن الحسن:
مع احترامي وتقديري للمرسل الرسالة كلمة الطبيعة وقانون الطبيعة لا يجوز قولها فهذا خلق الله ولا يوجد قانون اسمه هدر الطبيعة قال تعالى ؛( فتبارك الله أحسن الخالقين).
وقال تعالى :( إنا كل شيء خلقناه بقدر).
وقد حذر العلماء رحمهم الله من قول فعل الطبيعة وخيرات الطبيعة فالخالق والمدبر والمصرف هو الله واذا جعلنا لطبيعة تصرف وفعل فهذا خطر عظيم يجب الحذر منه بديع السموات والأرض كيف يكون هناك هدر أو شيء ضائع في هذا الكون والورقة يعمل سبحانه اين تسقط (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذي من دونه).  
وذلك تقدير العزيز الحكيم فلا هدر ولا خلل ولا جهود ضائعة يصرف الرياح ويسوقها وينزل الأمطار أين يشاء.  
أعتذر عن الاطالة وأعتذر لصاحب الرسالة فحديثي عن مضمونها وجزاكم الله خيرًا.
................
[١٠/‏٦ ٤:٣٣ م] بدر راشد:
نقد الأخ أبو غادة لقانون الجهود المهدرة . هو نقد صحيح موفق . فالله أحسن الخالقين ، وكل شيء خلقه الله بقدر ، والله هو الحكيم العليم .
ولا ينبغي نسبة ما خلقه الله للطبيعة ثم نتهم الطبيعة بمجانبة الحكمة وهدر الجهود .
نعم معظم الامطار تهطل في المحيطات لحكم عظيمة ، فالمحيطات فيها عوالم كثيرة لم نحط بها، فيها من الحيوانات البحرية أضعاف ما في اليابسة ربما تحتاج المطر . فكيف يقال أنها جهود مهدرة .
نعم نصف بيوض الأسماك يتم التهامها ، لكنها أصبحت غذاءً لآخرين  ولم تكن جهدا مهدرا وكذلك بذور الأشجار تأكلها الطيور .
أصحاب هذا النوع من التفكير رأينا نتاج فكرهم .
قالوا اقتلواالطير فإنها تُنقص المحصول ولما فعلوا انتشرت الحشرات ولم تبقى من المحصول شئ .
"الله خالق كل شئ " وكل شيء خلقه الله بقدر ، اجعلها منطلق التفكير . وما دام أن الله جعل الدنيا دار ابتلاء إذا فيها نجاح وفشل للمخلوقات وليس للخالق .
.............
أادخل معاكم؟              
    بصرف النظر عن قوانين المكتشفين والباحثين. كلامهم من حيث المشاهدة صحيح في كثير من الأحوال، وكذلك النتائج المترتبة على تلك التجارب نسبة الصواب فيها كبيرة.
والخلاصة التي استفدتها دون تعمق النظر في الخطأ العقدي المنسوب للطبيعة ( وهو ما فصّل القول فيه: أبو غادة محمد بن الحسن) وأجاد.
النتيجة التي انتهى إليها النظر أن تكون على يقين بأنك ستواجه العديد من التجارب الفاشلة أو قل مالم تكتمل له أسباب النجاح. فتخفق.
هنا يجب الإيمان بالقدر، أولا، ومعاودة المحاولة وعدم اليأس من النجاح، وتلك سبيل الرسل فقد استمروا في دعوة أقوامهم رغم إعراضهم، وهذا لا يسمى فشلا، ولكن يمكن وصفه بأنه عقبة.. في الطريق.
والمطلوب منك ملاحظة الجهد المبذول من نبينا صلى الله عليه وسلم دون يأس وتكرار التجربة ولا تنس نوحا وإبراهيم وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
إذن أنت أمام نتيجة تصنعها بعزيمتك وإصرارك على الظفر بالمطلوب. والتوفيق بيد الله. وأنت تسعى والله المقدر الحكيم.
وبقي أن المشاركة المنقولة التي اتحفنا بها الأستاذ عبد الرحيم على مافيها من الفائدة يلاحظ فيها تحول المشهد من أخطاء الخلق، إلى ما وِصف (بجهود الطبيعة المهدرة).وهنا مفترق الطرق، حيث نُسبت أفعال الله تعالى وأقداره للطبيعة، وهذا إنكار للخالق جل وعز، وتعطيل لصفاته.  ثم نسبة الخطأ والعبث إليه سبحانه، وهذا مانبّه إليه الأخ محمد بن الحسن.
وعلى كل حال فقد كانت مناقشتكم مفيدة ومثيرة. أفادكم الله وجزاكم كل خير..
محمد بن  علي .

الجمعة 5 رمضان 1437