الاثنين، 19 مارس 2018

هل يستوي في الزرع ورد وحنظل.. ؟

جـفاك الذي عنَّاه منك التبــدُّلُ
وأتعبه حملُ الأسى والتَّـجمٌّلُ

محضتُك نصحي واصطفيتُك صاحبي
ول‍م أدرِ أن الغدر فيك مؤصَّلُ

ظننتُك خـلا لا يغيـره الـهوى
فتبـقى على ودي ولا تتـبدلُ

وقد ظـهرتْ للمكـر منك مخايل
فآليـتُ لا أشكـو ولا أتململُ

وغالـطتُ نفسي في أمـورٍ كثيرةٍ
ولكن ذيـلَ الكلبِ لا يتعدلُ

وأعـميتُ قلـبي عن خطاك توددًا
إليك وأعماكَ الـهوى المتغلغلُ

تفسرُ لفظي وابتسامي ونظرتي
بأقبح تفسيرٍ ولا تتأملُ

أضمد في قلبي جراحًا عميقةً
لعلك تأسو أو تؤوبُ وتخجلُ

ولو كان جرحًا واحدًا هان أمره
ولكن هوانٌ دائمٌ وتذللُ

ولو أن جرحَ النفس ليس ب‍هينٍ
فطعمُ المنايا منه أولى وأمثلُ

ألـم تـر يا شـريـرُ كلَّ محاسني
فمثـليَ لا يـجفو ولا يتحولُ

أبيتُ إذا نامَ الأنامُ مسهدًا
كأني على قدرٍ يفورُ ومرجلُ

أقلبُ أمري من وجوهٍ كثيرةٍ
مخافة أن أبغي عليك وأعجلُ

فللـهِ كـم قاسيتُ من ندمي على
سـرابٍ بدا ماءً فأدنو ويجفُلُ

ولكنه درسٌ مريرٌ أجدته
تحاملتُ حتى لم أعدْ أتحملُ

ولو أن أشجارًا تجلتْ بخضرةٍ
فحقدك نيرانٌ لهن ومشعلُ

كأني زرعتُ الوردَ في أرضِ سبخةٍ
فأسقيه عذبَ الماء والوردُ يذبلُ

على مضضٍ ضيعتُ عمرًا مؤملا
بأن تهتدي للرشد أو تتعقلُ

وتعلم أني صادقٌ في مودتي
ولا أحملُ البغضا كما كنتَ تفعلُ

إذا بلغ السيلُ الزبى وعلا الربا
فليس لحسنِ الظن في النفسِ موئلُ

ومـا أنا إلا سائـحٌ في حـديقـةٍ
فيلقطُ من أبهى الورود ويرسلُ

فلا يستوي في الناس بــرٌّ وفاجرٌ
ولا يستوي في الزرع وردٌ وحنظلُ

_______________________
أبو أسامة زيد الأنصاري

الاثنين، 12 مارس 2018

هل يمكن تحويل الخُلق.. ؟

[١٢/‏٣ ٢:٣٣ م] زيد:
الخُـلُق الحسن مشتقٌّ من الخَـلق، فكما لا سبيل إلى تبديل الخَـلق، كذلك لا قدرة على تحويل الخُـلُق.

[١٢/‏٣ ٢:٣٩ م] محمد بن علي: صحيح.
لكن يمكن تعديل الخُلق، أي تحسينه.
في الحديث: ومن يتصبّر يصبره الله…
يعني المجاهدة والتمرين والمداومة توصل للصبر.
… للكرم.. للحلم…
ولو كان الأمر في الخلق جبلي لما كان للثواب معنًى.
بقيت جملة:
الخُلق قسمان : جبلّي ومكتسب. وبالإمكان تهذيب الجبلي.. وتحسين المكتسب.

[١٢/‏٣ ٢:٤٣ م] ابن سند: لو أن الخُلق لا يتبدل لما كانت هناك حاجة في أحاديث تحسين الأخلاق والحث عليها.

[١٢/‏٣ ٢:٥٨ م] سني بركات: والإيمان له دور في تحسين الخلق.

[١٢/‏٣ ٣:٠٩ م] زيد: يمكن تجميل الخُلق لا تبديله، فأنت ترى الأفريقي الأسود يغتسل ويتنظف ولا يعني أنه يريد البياض، ولكن النقاء والوضاءة، وكذلك الخُلق يتحسن ولا يتغير.

[١٢/‏٣ ٣:٢١ م] محمد بن علي: هل المقصود بالتحويل.. التحسين والتغيير.؟
إذا كان بالجواب بالنفي. فهذا مختلف فيه.
وإن قيل نعم فلتراجع صياغة العبارة الأولى.
[١٢/‏٣ ٣:٢٤ م] محمد بن علي: التبديل في نظري هوالتحسين.. وهو التحويل..

[١٢/‏٣ ٣:٢٦ م] زيد: والمجبول على السخاء يصعب عليه تغيير خلقه ولو أتلف ماله، والبخيل لا يغيره الناس، بل يرى السخاء إسرافًا.

[١٢/‏٣ ٣:٢٧ م] محمد بن علي:
صحيح هذا في الجبلة.
لم نختلف فيه.
فالمجبول.. والمكتسب بينهما قدر مشترك، يسمح بالتحسين..
وهذا ماندندن حوله.

[١٢/‏٣ ٣:٣٣ م] زيد: وأنت ترى كثيرًا من أهل التدين تغلب عليهم رداءة أخلاهم مع اجتهادهم في تحسينها، والشرع فرق بين الدين والخُلق؛ فليس كل متدينٍ حسنَ الخُلق، والعكس صحيح.

[١٢/‏٣ ٣:٣٤ م] محمد بن علي: نقل الخلق من حسن إلى سيئ أشق من نقله من سيئ إلى حسن.
الكريم لا يرجع بخيلا نعم.
لكن البخيل قديتعلم الكرم ويتحسن بمراعاته للنصوص الشرعية إذا قوي إيمانه. ونظر إلى مثل حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.
فالإيمان هذب بخله.. ودعاه إلى الكرم.
الإيمان داع ومحرك قوي. .أما المنافق فلا يتوفق لتحسين خلقه لفقده - او لضعف- السبب المقتضي لذلك وهو الإيمان.
[١٢/‏٣ ٣:٣٨ م] محمد بن علي: نعم.
والسبب يعود لضعف إيمانه بهذه المسألة أعني حسن الخلق.
ولو تأملنا حديث: ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله،..". لا تضح لنا موجب التغيير وهو المجاهدة والاستعانة بالله. لكن الآخر فقد الخصلتين: الاجتهاد والاستعانة..

[١٢/‏٣ ٣:٤٠ م] سني بركات: هل الرجل المتفقه في الدين مثل الرجل العا دي تجده يكذب ولا يبالي أما الذي عنده علم لايكذب ومصداق ذلك الحديث :هل يكون المؤمن بخيلا او جبانا لكن لا يكون كذابا.

[١٢/‏٣ ٣:٤٠ م] بدر راشد: قال أشج عبد القيس لما قال له رسول الله صلى الله عليه أن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله ، الحلم والاناة ، قال أتخلق بهما أم جبلة جبلني الله عليها.
[١٢/‏٣ ٣:٤٢ م] بدر راشد: الخلق منه جبلة ومنه مكتسب.

[١٢/‏٣ ٣:٤٥ م] زيد: وفي الحديث الضعيف عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: "خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق"
شرحه صاحب تحفة الأحوذي بقوله: "أي لا ينبغي أن يجتمعا فيه".

[١٢/‏٣ ٣:٤٥ م] بدر راشد: وأعظم ما يدفع الإنسان للخلق الحسن العقيدة الصحيحة وانظر لاثر الاعتقاد بمراقبة الله لخلقه على الإنسان وكذلك أثر الإيمان باليوم الآخر .

[ ١٢/٣   ٣:٤٧ م] محمد بن علي:
بقيت لي كلمة:
نعلم جميعا أن القول أسهل من العمل، فكلنا متفقون على ضرورة أن يحسّن المسلم خلقه ما استطاع ، ولكن تطبيق ذلك في واقعنا ضعيف عند بعضنا، وقد يحاول صاحب خلق الغضب مثل أن يكتم غضبه ويتعلم الحلم، فقد يظفر بحاجته وقد يخفق في ذلك. ولكن إذا لم يوفق، فهل يكون عجزه مبررا له على تركه أخذ نفسه بالخلق الحسن ويستسلم للخلق السيئ الذي جُبل عليه؟
لا أظن أن هذا عذر له، ولا يوافقه عليه أحد، بل يقال: جاهد نفسك مستعينا بالله، ولن تندم، فإنك لا تعلم لعل الله أن يفتح عليك يوما ما.
والحقيقة المرة:
حصل لي اليوم ونحن في الموضوع اختبار في تحسين الخلق والنتيجة كانت مؤسفة( التنظير والكلام الكل يحسنه لكن التطبيق شيء آخر). استأجرت عامل كهربائي لإصلاح بعض الأعمال في المنزل وبدأ من بعد صلاة الظهر وكان بطيئا في عمله، وأنا على النقيض من ذلك أحب السرعة، المهم من صلاة الظهر إلى بعد المغرب في جهاد معه. وقد تعبت من الانتظار، فأسأت إليه في آخر لحظة وأعلنت عجزي عن الصبر، وأعطيته أجرة ما أنجز ثم طردته ولم يكمل العمل.
هذا اعتراف من واقع الحياة وفي نفس اليوم الذي يدور فيه هذا الحوار.
ولكن إذا اخفقت هذه المرة هل اعذر دائماً؟
[حديث: هل يكون المؤمن بخيلا… في صحته نظر] .

الجمعة، 9 مارس 2018

أيهما الأفضل النفقة في الدعوة إلى دين الله أم أطعام المسكين..

[٨/‏٣ ٤:٠٤ م] عباس الظاهر:
. أيهما افضل للإنسان دعوته الى الله أم اطعامه أو كسوته.
[٨/‏٣ ٤:٤٥ م] محمد بن علي: إنقاذه من النار أهم من إشباع بطنه.
[٨/‏٣ ٤:٤٦ م] زيد: إطعامه وكسوته من دعوته.
[٨/‏٣ ٤:٤٧ م] محمد بن علي: صحيح..
[٨/‏٣ ٤:٤٨ م] محمد بن علي: لكن إذا تضايقت المصالح؟
[٨/‏٣ ٤:٥٠ م] محمد بن علي: تتضح الرؤية.. بمثال:
عندك ريال.. إما أن تدفعه لهداية كافر فيسلم، أو اطعام جائع، أيهما أولى؟
[٨/‏٣ ٤:٥١ م] محمد بن علي: إن كان الجائع مسلما فهو أولى لقرابة الدين.
وأن تساوو في الكفر ترجح الأول.
[٨/‏٣ ٤:٥٢ م] زيد: عن عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : " تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ".
[٨/‏٣ ٤:٥٣ م] بدر راشد: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ِ)
[٨/‏٣ ٤:٥٤ م] محمد بن علي: الحديث. على العين والرأس.
لكن هذا للمسلمين جميعا.
والآية.. يستدل بها في تقديم فك الرقبة عتقها من الرق، ومن النار أولى.
[٨/‏٣ ٤:٥٥ م] بدر راشد: في آية فروض الزكاة قدم الله الفقراء والمساكين على المؤلفة قلوبهم
[٨/‏٣ ٤:٥٦ م] محمد بن علي: صحيح.. أنا ذكرت آنفا أن. المسلم أولى بالبر والإحسان.
لكن المفاضلة بين هداية الكافر أو إطعامه.
[٨/‏٣ ٤:٥٧ م] بدر راشد: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
[٨/‏٣ ٥:٠١ م] بدر راشد: إذا كان إطاعمه سببا في هدايتهم يطعم ، وان كان سببا لطغيانه يمنع
[٨/‏٣ ٥:٠٥ م] بدر راشد: لو أعطيت كافرا جائعا كتابا لدعوته لم ينتفع منه ولكن أطعمه وادعوه بكلماتك .
[٨/‏٣ ٥:٠٧ م] زيد: الدعوة معنى والطعام محسوس، والمحسوسات مقدمة على المعاني.
ولما كان الكافر كالأنعام، فاهتمامه بالمحسوس أقوى، فإذا أُشبعت غريزته استعد لتقبل المعاني.
[٨/‏٣ ٥:٢٠ م] محمد بن علي: أنا أمشي على قاعدة أيهما أفضل دعوته للإيمان أم اطعامه؟
الذين يقولون الإطعام من الدعوة. متفقون. والذين يقولون إذا تشاحت المصالح فالدعوة أعظم وأولى.. فهذا ما أميل ما أعنيه، وهو ما أفهمه حرفيا من عنوان الموضوع.
[٨/‏٣ ٥:٢٣ م] محمد بن علي: أعيد المثال:
عندك درهم واحد وعندك رجلان كلاهما كافر .
إن دفعت الدرهم في الدعوة أسلم الكافر،
أو تطعم به الجائع فيشبع ويذهب.
[٨/‏٣ ٥:٢٦ م] محمد بن علي: الجمع بينهما أفضل. لكن إذا لم يمكن الجمع ظ
[٨/‏٣ ٥:٢٦ م] محمد الفال: خاطرة
لو أردت أن تنصح شحاتا من هؤلاء الذين يقعدون في آخر المسجد ويتكففون الناس في بيت الله وهذا لا يليق وربما صلى لوحده منفردا حتى يكون مستعداً لأول المارين
أرى أن تصطحبه إلى خارج المسجد ولو بشئ من القسوة إذ لم يستجب تم تدله على الجلوس خارج المسجد
وتخرج من جيبك خمس ريالات وتودعه بحراره
[٨/‏٣ ٦:٠٥ م] محمد بن علي: عودا على بدء..

هل دعوة الكافر داخلة في دائرة في سبيل الله؟.
أم المقصود فقط الجهاد بالسيف؟.
المراد بسبيل الله. الجهاد للنشر دينه بالمال واللسان واليد. في الحديث: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم". ( أبو داود وابن حبان).
فتقديم الجهاد بالمال على اليد.. يشير إلى النفقة بالمال في السلاح والكراع..
وثواب النفقة في سبيل الله التضعيف فيه أفضل من غيره: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء..)
[٨/‏٣ ٩:١٩ م] عباس الظاهر: عودا على بدء
احسنت ابا علي في فهم ماعنيته
من يقول الاطعام او غيره من المساعدات لو اطعمت انسان طول عمرك بنية الدعوة بدون ان تدعوه بكلمة غالبا لن يفهم انك تدعوه الا اذا قلت له
قل لااله الاالله
وماعنيته كما فهم اخي اللبيب الحبيب عند المزاحمه وما حصل معي هو التالي
وقد كنت خارجا للدعوة في سبيل الله في بلد اسلامي ومعي مصروف الرحلة لفترة محدده
وفي المطار استقبلنا الشحاتون وفي غمرة سعادتي بدات اتصدق عليهم
لحظ مرافقي ومستقبلي من تلك البلاد وضعي
فقال لي:
النفقه على الدعوه افضل من النفقه لاطعام المساكين
وهو يعني في مثل هذه الحال
والا فإن لكل مقام مقال وكل وضع له مايضاده
ولكن يبقى السؤال
إذا كان عندي مبلغ من المال
هل اعطيه لداعية واسد حاجته
أم أعطيه لفقير عادي من المسلمين أيهما أفضل ؟

الأحد، 4 مارس 2018

مدارسة حول مقال في القدر

[٣/‏٣ ١٠:٥٥ ص] محمد الفال: كيف نقرب مفهوم القدر !!؟

لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن المسلم خاصة.. هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر.. وهو بكل بساطة..........
لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض!!؟
لماذا يموت الأطفال في سورية!!؟ لماذا يموت الأطفال جوعا في افريقيا!!!!؟
أليس الله هو الرحمن الرحيم!!!؟ فكيف يمتلئ الكون بكل هذه المآسي!!!؟
طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من فهم تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن.. إلا أن هذا فعليا قد حدث..

قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الان،كان نبي الله موسى لديه كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله (رب أرني أنظر إليك.. ) لكن الأهم على ما يبدو هو موضوعنا اليوم وهو:
عندما سأل موسى ربه عن القدر.. وكيف يعمل.. وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم.. فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام.. والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا.. أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله...........
في حين أن الحقيقة أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه.. يمثل يد الله تعالى التي تغير أقدار الناس.. والجميل أن هذا القدر يتكلم.. لذلك نحن الآن سنقرأ حوارا بين نبي(بَشَر) مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا.. وبين قدر الله المتكلم.. ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة..
أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم .. آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. وهذا أصل مهم جدا.. ثم يقول سيدنا موسى عليه السلام(بشر)...... "هل أَتَّبِعُكَ على أن تُعَلِّمَنِي مما عُلِّمْتَ رُشْدَا".. يرد القدر......
"إنَّكَ لن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا وكيف تَصْبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْرَا.. ".............
جواب جوهري جدا........
فهم أقدار الله فوق إمكانيات عقلك البشري...... ولن تصبر على التناقضات التي تراها..............
فيرد موسى عليه السلام بكل فضول البشر.......
"ستجدني إِنْ شَاءَ اللهُ صَاِبراً ولا أَعْصِي لَكَ أمرا".. ويرد القدر
"فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا"..
ويمضي الرجلان.. ويركبان في قارب لمساكين يعملون في البحر.. ويقوم الخضر بخرق القارب.. وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر.. لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. "أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.. لقد جِئْتَ شَيْئَا إمرا"..
عتاب للقدر تماما كما نفعل .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس!!؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا!!!؟ نفس الأسئلة.. يسكت الخضر ويمضي.. طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجىء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم.....
لأن الملك لم يأخذ القارب غصبا..
نكمل.. موسى لا زال في حيرته.. لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. "ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟"
ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار.. يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفناه بالرحمة والعلم بقتل الغلام.. ويمضي.. فيغضب موسى عليه السلام .. ويعاتب بلهجة أشد......
"أَقَتَلْتَ نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا"............
تحول من إمراً إلى نكراً......
والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا.. ويعيش نفس حيرتنا.. يؤكد له الخضر مرة أخرى "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا".. طبعا هنا أصل مهم.. أننا كمسلمين قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق.. فنحن نعرف أن الخضر فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه.. "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا".. والسؤال.....
هل عرفت أم الفتى بذلك؟
هل أخبرها الخضر؟.........
الجواب لا.. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا.. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا..
ثم يصل موسى والخضر إلى القرية.. فيبني الجدار ليحمي كنز اليتامى.. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا.......
ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي..
الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصرلأننا لا نرى الصورة كاملة، فما بدا شرا لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم..
وهذا أول نوع من القدر..
شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا.............
النوع الثاني مثل قتل الغلام...... شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر.. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه أبدا لم قتل......
النوع الثالث وهو الأهم.. هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري.. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك.. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح..
فالخلاصة إذن.. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك.. قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة..
لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.. الله قد حماك منها.. مثال بسيط.. أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ حرمك الله المال.. أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكان نهايتك ستكون وخيمة؟ حرمك الله الجمال.. أليس من الممكن انك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك؟ لماذا دائما ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله

استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.. إذا وصلت لهذه المرحلة.. ستصل لأعلى مراحل الإيمان.. الطمأنينة.. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله "يا أيتها النفس المطمئنة" حتى يقول.. "وأدخلي جنتي" بتصرف وتبسيط!!
ج
[٤/‏٣ ١٠:١٢ م] بدر راشد: - لا أحد من العلماء يقرب لك مفهوم القدر إلا عالما من علماء السنة والجماعة، فهم الذين يعلمون لله قدره، فلا يقولون عن الله وهو خالق كل شيء، لا يقولون مثلا "أنه طلب من موسى عليه السلام أن يلقى الخضر"، لأن الله لا يطلب شيئا بل يأمر ويخلق فله الخلق والأمر سبحانه.
. كما أنهم لا يصفون عبدا من عباد الله بأنه "يمثل القدر نفسه" وقد وصف ابن عباس رضي الله عنه القدر بأنه نظام الكون ، هل يريد أن يختزل نظام الكون في شخص الخضر عليه السلام ؟ .
. علماء السنه لا يجعلون عبدا من عباد الله "يمثل يد الله تعالى التي تغير أقدار الله" ويكفي لرد هذا القول الاثيم قول الله تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
- موسى عالم بالقدر قبل أن يلقى الخضر عليهما السلام، قال موسى في القدر كلمة عظيمة - ليت القدرية فهموا معناها - قال ( إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ ۖ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ)
- من أجل أن تفهم القدر لابد أن تفهم ما فهمه موسى عن الفتنة والابتلاء ، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)
- من أجل أن تفهم القدر لابد أن تقرأ ما كتبه علماء السنة والجماعة عن مراتب القدر
. علم الله المطلق
. كتابة القدر .
. إرادة الله الكونية والشرعية .
.ّ أن الله خالق كل شيء.

- الشر الواقع في العالم، " الفقر والمعاناة والحروب والمرض" هي نتيجة كسب البشر قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
الشر لا يُنسب إلى الله قال عليه الصلاة والسلام في تلبية الحج " والشر ليس إليك " مع أننا نؤمن أن الله خالق كل شيء وهو القائل (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ولا يفهم هذه المسألة إلا من فرق بين إرادة الله الكونية وإرادته الشرعية .

- قول موسى عليه السلام ( ربي أرني أنظر إليك ) لم يكن سؤالا فلسفيا، بكل بساطة أراد موسى أن يرى ربه بعدما كلمه، ولكن نأخذ العبرة من سؤال موسى ففيها ردا على كل من سأل لماذا لا نرى ربنا ؟
والجواب: أن الله تعالى حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه . ولهذا صار الجبل دكا .
- موسى عليه السلام لم يسأل ربنا عن القدر، ولكنه رأى ان لا أحد أعلم منه فأرسله ربه للخضر ليعلم إنه يوجد من هو أعلم منه .
هذا والله اعلم.

[٤/‏٣ ١٠:٣٥ م] محمد الفال: الأمر في هذا واسع يابدر فالله يطلب من عبده فهو يأمره.
لاتحجر.

[٤/‏٣ ١٠:٤٩ م] محمد بن علي: لكن المسألة عقيدية..
وفي المقال جملة منكرة منها: القدر يمثل يد الله..
هذا خلط لصفة ذاتية بصفة فعل.
شتم كليم الله بقوله: فيرد موسى ( بكل فضول البشر).

[٤/‏٣ ١٠:٥١ م] محمد بن علي: الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي.
العقيدة تحورت إلى مجرد أدبيات!!!
الخضر ولي، وليس نبي. وهذا القول مرجوح والصواب أنه نبي.
[٤/‏٣ ١٠:٥٢ م] محمد بن علي: ويرد القدر، وهو يعني الخضر.
جعل القدر مخلوقا يتكلم..!
[٤/‏٣ ١٠:٥٤ م] محمد بن علي: قوله( عتاب للقدر تماما). فصيغة الكلام ليست عتابا للقدر فهذا كذب على موسى عليه السلام، فمتى عتب على القدر. ؟!
[٤/‏٣ ١٠:٥٦ م] محمد بن علي: ويعيش نفس حيرتنا. اتهام أيضا لموسى بالحيرة..
[٤/‏٣ ١٠:٥٧ م] محمد بن علي: ثم مضى الخضر ..القدر المتكلم. تشويه للعقيدة الصحيحة بجعل القدر رجلا يتكلم.

الخميس، 1 مارس 2018

ألا وقت يباع فأشتريه..

قسوتِ عليه حتى تبعديه

ولو أنصفته لم تهجريهِ

ولم ترعَي له عهدًا وثيقًا

وحبًا صادقًا  لم تحفظيهِ

وكم حمَّلتِه عبئًا ثقيلاً

تناساه ُ ولكنْ ما نسِيهِ

ولي  قلبٌ رقيق الطبع شهمٌ

بعيدُ الشأوِ فيما يبتغيهِ

رماهُ الدهر قبلَكِ بالرزايا

فلا سهلٌ ولا جبلٌ يقيهِ

رأى في غيهب الأحداث ربًا

كريمًا يستجيبُ لسائليهِ

فأنشأ في ظلام الليل  يدعو

بصوت المستغيث بمنقذيهِ

ألا وقت يباع فأشـتريـهِ

لأجعل طاعة الرحمن فيهِ

فحق الله في الأعـناق فـرضٌ

ولو أخلصت عمري لا أفيهِ

ملأت صحيفتي إثمـاً وظلمًـــا

وضاع العمر في لهوٍ وتيــهِ

وخـوفي أن أرى يومـاً عصــيبًا

يفر المرء فيــه مــن أخيـهِ

سلي يا نفسُ ما شئتِ فإني

أصمٌ عن سؤالــك لا أعيـهِ

فإن جــوارحي صــارت جميـعاً

لــربــي أتـــقيــه وأرتجيـهِ

هو الشيطان زين للمعاصي

طريقا فاحذري أن تسلكيهِ

ومن يجعله في الدنيا إمامًـــا

جدير أن يلاقيَ ما لقِــيــــهِ

ألم يخرج أبانا من نعيم

حوى كل السرور لناظريه

ومن غير الرحيم لمن عصاه

وهاج الموج وابتلع ابن نوحٍ

ولم ينجيه طود يعتليهِ

نفاه الشرك عن نسب شريفٍ

وصيره غريبًا عن أبيهِ

طغى فرعون في أنحاءِ مصرٍ

فأفسد في البلاد وساكنيهِ

يذبِّح  كالضواري كل طفل

ولا يأسو أباه ولا يديهِ

ويستحيي النساءَ ولا يبالي

كأن الناسَ شيءٌ يمتطيهِ

وقال بأنني المعبود فيكم

تعالى الله عما يدعيهِ

وما أطغى ملوكَ الجَورِ إلا

خنوعُ الناسِ للرأي السفيهِ

ولطفُ الله نجَّى آل موسى

وأغرق فيه كل مخالفيهِ

وصخرٍ بالعصا قد ثار ماءً

تفجر كالفرات لشاربيهِ

وماءٍ بالعصا قد عاد صخرًا

طريقًا يابساً لا ماء فيهِ

ويونس إذ دعا في بطن حوت

ويجأر للإله ويشتكيهِ

فشق دعاؤه ظُلَمًا ثلاثًا

فأدركه المجيب لسائليهِ

كذاك الله لا يرضى بظلمٍ

تعالى عن مثيل أو شبيــــهِ

عجبتُ لمن تلبس بالمعاصي

ولم يتوق عن فعل كـريهِ

فيــمنع خيــره عن مستحق

ويعطي نفسه ما تشتهيهِ

وقد خُتمــت سعادتــه بمــوتٍ

وقبــرٍ مــا درى مــا يحتـويهِ

ويوم يكون عند الموت جسما

طريحــا بين أيدي غاسليـهِ

____________________

أبو أسامة زيد الأنصاري.
١٤٣٤/٤/١٩