الاثنين، 19 مارس 2018

هل يستوي في الزرع ورد وحنظل.. ؟

جـفاك الذي عنَّاه منك التبــدُّلُ
وأتعبه حملُ الأسى والتَّـجمٌّلُ

محضتُك نصحي واصطفيتُك صاحبي
ول‍م أدرِ أن الغدر فيك مؤصَّلُ

ظننتُك خـلا لا يغيـره الـهوى
فتبـقى على ودي ولا تتـبدلُ

وقد ظـهرتْ للمكـر منك مخايل
فآليـتُ لا أشكـو ولا أتململُ

وغالـطتُ نفسي في أمـورٍ كثيرةٍ
ولكن ذيـلَ الكلبِ لا يتعدلُ

وأعـميتُ قلـبي عن خطاك توددًا
إليك وأعماكَ الـهوى المتغلغلُ

تفسرُ لفظي وابتسامي ونظرتي
بأقبح تفسيرٍ ولا تتأملُ

أضمد في قلبي جراحًا عميقةً
لعلك تأسو أو تؤوبُ وتخجلُ

ولو كان جرحًا واحدًا هان أمره
ولكن هوانٌ دائمٌ وتذللُ

ولو أن جرحَ النفس ليس ب‍هينٍ
فطعمُ المنايا منه أولى وأمثلُ

ألـم تـر يا شـريـرُ كلَّ محاسني
فمثـليَ لا يـجفو ولا يتحولُ

أبيتُ إذا نامَ الأنامُ مسهدًا
كأني على قدرٍ يفورُ ومرجلُ

أقلبُ أمري من وجوهٍ كثيرةٍ
مخافة أن أبغي عليك وأعجلُ

فللـهِ كـم قاسيتُ من ندمي على
سـرابٍ بدا ماءً فأدنو ويجفُلُ

ولكنه درسٌ مريرٌ أجدته
تحاملتُ حتى لم أعدْ أتحملُ

ولو أن أشجارًا تجلتْ بخضرةٍ
فحقدك نيرانٌ لهن ومشعلُ

كأني زرعتُ الوردَ في أرضِ سبخةٍ
فأسقيه عذبَ الماء والوردُ يذبلُ

على مضضٍ ضيعتُ عمرًا مؤملا
بأن تهتدي للرشد أو تتعقلُ

وتعلم أني صادقٌ في مودتي
ولا أحملُ البغضا كما كنتَ تفعلُ

إذا بلغ السيلُ الزبى وعلا الربا
فليس لحسنِ الظن في النفسِ موئلُ

ومـا أنا إلا سائـحٌ في حـديقـةٍ
فيلقطُ من أبهى الورود ويرسلُ

فلا يستوي في الناس بــرٌّ وفاجرٌ
ولا يستوي في الزرع وردٌ وحنظلُ

_______________________
أبو أسامة زيد الأنصاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق