الأحد، 17 ديسمبر 2017

الاستشهاد بالقرآن للطرفة والتندر.


فلان من الناس وضع حكاية من حكايات التندر والطرف. واستشهد فيها بآيات من القرآن.
هل إذا نقلتها أونشرتها يعتبر استحسانا مني لها.
إن كان الجواب أن هذا الفعل غير جائز فقد شاركته في الإثم. أفيدونا مأجورين.

[١٦/‏١٢ ٦:٣٢ م] أبا صالح: نستغفر الله من كل ذنب ونتوب اليه.  مايجوز التندر بكلام الله
 اللهم اغفر زلاتنا وتب علينا ياتواب يارحيم.

[١٦/‏١٢ ٦:٤٤ م] محمد الشيخي: ياسلام عليك ياحبيب. بسم الله عليك; أنت زكي ذكي.

[١٦/‏١٢ ٦:٤٩ م] زيد: ناقل الكفر ليس بكافر.

[١٦/‏١٢ ٦:٥٤ م] محمد الشيخي: {وَقَد نَزَّلَ عَلَيكُم فِي الكِتابِ أَن إِذا سَمِعتُم آياتِ اللَّهِ يُكفَرُ بِها وَيُستَهزَأُ بِها فَلا تَقعُدوا مَعَهُم حَتّى يَخوضوا في حَديثٍ غَيرِهِ إِنَّكُم إِذًا مِثلُهُم..}
[١٦/‏١٢ ٦:٥٥ م] محمد الشيخي: الناقل المبين أو المعترض، ليس كالمستحسن .
[١٦/‏١٢ ٦:٥٨ م] محمد الشيخي: المستحسن من يضحك من القول سرورا به لطرافته، ولم يشعر بما ينطوي عليه من الخطأ.

[١٦/‏١٢ ٧:٠٩ م] عباس الظاهر: وفقت يابوعلي.

[١٦/‏١٢ ٧:١٠ م] زيد: ﴿وَقالَتِ اليَهودُ يَدُ اللَّهِ مَغلولَةٌ …﴾
[١٦/‏١٢ ٧:١٣ م] زيد: ﴿وَقالَتِ اليَهودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارَى المَسيحُ ابنُ اللَّهِ…)
[١٦/‏١٢ ٧:١٤ م] زيد: ناقل الكفر ليس بكافر.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
هذا من كلام العلماء وليس بحديث…

[١٦/‏١٢ ٧:١٧ م] محمد الشيخي: رد الله عليهم مباشرة.{قالوا يد الله مغلولة.. غلت أيديهم ولعنوا..}
[١٦/‏١٢ ٧:٢٠ م] زيد: نقطة البحث عن النقل بالنص.

[١٦/‏١٢ ٧:٢٠ م] محمد الشيخي: تذكير:
المسألة ليست في نقل الكفر ولا المنكر مما دونه.
في اقراره أو استحسانه أو السكوت عنه.
هنا السؤال .
حرروا المسألة قبل الجواب.
[١٦/‏١٢ ٧:٥٦ م] محمد الشيخي: فالسؤال :
 هل يجوز التندر بآيات القرآن؟

[١٦/‏١٢ ٧:٥٨ م] زيد: التندر بآيات القرآن كفر، وليس فيما نقله أخونا عبدالله تندر.

[١٦/‏١٢ ٨:٠٠ م] محمد الشيخي: الذي أدين الله به. والله أعلم. أنه لا يجوز أن ينقل المسلم كلاما فيه تندر أو استهزاء بكلام الله إلا على سبيل الحكاية للرد عليه وبيان مافيه من الخطأ، للتحذير منه، لا للاستحسان والتندر والضحك منه أو من سياق الكلام الذي وضع فيه.

[١٦/‏١٢ ٨:٠٢ م] زيد: القصة تدور على الاستشهاد بالقرآن في حال معينة، وهذا لا غبار عليه، ولكن المأخذ على أن هذه الحالة ليست محلاً للاستشهاد.
[١٦/‏١٢ ٨:٠٣ م] زيد: ولا يظهر لي أن في القصة تندرًا أو استهزاءًا بكلام الله.

[١٦/‏١٢ ٨:٠٤ م] محمد الشيخي: صحيح قولك يا أبا أسامة. ليس في كلام الأخ أبو صالح حفظك الله وإياه.
ولكن التندر يقع ممن وضع الحكاية أصلا.
ثم من يضحك عليها للطرافة.. وقد وضعت الآيات في غير ماوضعت له.
لاحظ: الآية الأخيرة:  تتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن الآخرة خير له من الأولى، وهذه حورت المعني ليكون الخطاب لزوجها وهي المعنية بالآخرة..
أليس هذا من التلاعب بالقرآن؟!

[١٦/‏١٢ ٨:٠٥ م] زيد: صدقت، الإشكال ظاهر، ولكنه ليس مقصودًا عفا الله عني وعنك.

[١٦/‏١٢ ٨:٠٥ م] محمد الشيخي: عفوا..
هذا فهمي.. ولعله خاطئ.
[١٦/‏١٢ ٨:٠٦ م] محمد الشيخي: اتفقنا.
ليس مقصودا. صحيح. حتى من الجميع.
لكن ألا يفتح هذا بابا للجهال والمغرضين فيخوضون في آيات الله.
وباب الأدب مع الله وآياته من ركايز الدين.

[١٦/‏١٢ ٨:٠٦ م] زيد: ألست تقول لمن ثبت عليه الدليل: الآن حصحص الحق؟
[١٦/‏١٢ ٨:٠٨ م] زيد: ونكرر في كلامنا قوله تعالى: ( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها).
[١٦/‏١٢ ٨:٠٨ م] زيد: وإذا رأيت قومًا متنازعين قلتَ: تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى).

[١٦/‏١٢ ٨:١٠ م] محمد الشيخي: اسمح لي الاستشهاد في غير مانحن فيه.
[١٦/‏١٢ ٨:١٠ م] زيد: قال لي أحد الزملاء في المدرسة:هل تدرس الصف الخامس؟
قلت: لا. قال: نجوت من القوم الظالمين.
وضحكت على استشهاده.
[١٦/‏١٢ ٨:١١ م] محمد الشيخي: هذا عبقري.
[١٦/‏١٢ ٨:١١ م] محمد باضريس: النتيجة
[١٦/‏١٢ ٨:١١ م] محمد باضريس: تراكم أشغلتمونا.
[١٦/‏١٢ ٨:١٢ م] زيد: قطعت جهيزة قول كل خطيب.

[١٦/‏١٢ ٨:١٢ م] محمد باضريس: نبغى نعرف علشان مارس مرة أخرى ونحن مانتندر ولكن ننقل بدون علم.

[١٦/‏١٢ ٨:١٣ م] محمد الشيخي: لكنني لم أر جوابا للمسألة نتوقف عنده.

[١٦/‏١٢ ٨:١٧ م] زيد: أرى أن المسألة تنبني على النية، فمن نوى التندر والاستهزاء، بالقرآن -والعياذ بالله- فهذا نتبرأ منه، ولا أحسبه بيننا.


محمد الشيخي:  الاستشهاد إذا كان صحيحا يعني ينطبق على الموضوع غير مشعر بأدنى مايكون من الاستهزاء. ومسألتنا إذا تحقق في الكلام المحذور الشرع فلا يجوز نقلها فضلا عن الاستشهاد بالقرآن فيها.
وبقيت كلمة يسيرة:
ثمت فرق بين الاستشهاد بالقرآن للفائدة أو الضرورة أو البديهة، وبين تضمينه في النوادر والطرف، وهذه المسألة التي نريد معرفة الحكم فيها. فلا يجوز أن يضع الإنسان حكاية ثم يضمنها آيات في غير مانزلت له ليصوغ منها طرفة يتندر بها. وكذلك لا يجوز نشرها صيانة وتعظيما لكلام الله جل وعلا.

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :  وَلَيْسَ لأحد اسْتِعْمَال القرآن لغير مَا أنزله الله لَهُ ؛ وَبِذَلِك فسر الْعلمَاء الحَدِيث المأثور : ( لَا يُناظر بِكِتَاب الله ) أَي : لَا يُجْعَل لَهُ نَظِير يذكر مَعَه ، كَقَوْل القائل لمن قدم لحَاجَة : لقد جِئْت عَلى قدر يَا مُوسَى ، وَقَوله عِنْد الْخُصُومَة : مَتى هَذَا الْوَعْد ، وَالله يشْهد إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ .

ثمَّ إِن خرجه مخرج الاستخفاف بِالْقُرْآنِ والاستهزاء بِهِ : كفر صَاحبه !!

وَأما إِن تَلا الْآيَة عِنْد الحكم الَّذِي أنزلت لَهُ ، أَو يُنَاسِبه من الْأَحْكَام : فَحسن ؛ وَمن هَذَا الْبَاب: مَا يبنه الْفُقَهَاء من الْأَحْكَام الثَّابِتَة بِالْقِيَاسِ ، وَمَا يتَكَلَّم فِيهِ الْمَشَايِخ والوعاظ " . "مختصر الفتاوى المصرية" (172)
-سئل علماء اللجنة الدائمة عن : استعمال بعض آيات القرآن في المزاح ما بين الأصدقاء ، مثال : ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ) الحاقة/30 ، ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ) عبس/40 ، ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ ) الفتح/29 ، هل يجوز استعمال هذه الآيات في المزاح ما بين الأصدقاء ؟ .
فأجابوا : " لا يجوز استعمال آيات القرآن في المزاح على أنها آيات من القرآن ، أما إذا كانت هناك كلمات دارجة على اللسان لا يقصد بها حكاية آية من القرآن أو جملة منه : فيجوز.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي .
" فتاوى اللجنة الدائمة "  ( 4 / 82 ، 83 ) .
-  وسئل علماء اللجنة الدائمة – أيضاً – : ما حكم تأول القرآن عندما يعرض لأحد منَّا شيءٌ من أمور الدنيا ، كقول أحدنا عندما يحصل عليه شدة ، أو ضيق : ( تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ) مريم/83 .
عندما يلاقي صاحبه : ( جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ) طه/40 .
عندما يحضر طعام : ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ) الحاقة/24 .
إلى آخر ما هنالك مما يستعمله بعض الناس اليوم ؟ .
فأجابوا : " الخير في ترك استعمال هذه الكلمات وأمثالها فيما ذكر ؛ تنزيهاً للقرآن ، وصيانة له عما لا يليق.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة "  ( 4 / 81 ، 82 ) .
-  وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : كثيراً ما يتناقل بعض الناس أثناء الحديث على ألسنتهم آيات من القرآن الكريم ، أو من السنَّة على سبيل المزاح ، مثاله : كأن يقول بعضهم : فلان ( نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ) الشمس/13 ، أو قول بعضهم للبعض : ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) الكافرون/ 6 ، واليوم رأينا نون وما يعلمون ، وهكذا ، ومن السنَّة : كأن يقول أحدهم إذا ذُكّر ونُصح بترك المعصية : يا أخي ( التقوى هاهنا ) ، أو قوله : ( إن الدين يسر ) وهكذا .
فما قولكم في أمثال هؤلاء ؟ وما نصيحتكم لهم ؟ .
فأجاب : " أما من قال هذا على سبيل الاستهزاء والسخرية : فإنه على خطر عظيم ، وقد يقال إنه خرج من الإسلام ؛ لأن القرآن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يُتخذ هزواً ، وكذلك الأحكام الشرعية ، كما قال الله تبارك وتعالى : ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ . وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) التوبة/64 – 66 .
ولهذا قال العلماء رحمهم الله : من قال كلمة الكفر ولو مازحاً : فإنه يكفر ، ويجب عليه أن يتوب ، وأن يعتقد أنه تاب من الردة ، فيجدد إسلامه ، فآيات الله عز وجل ورسوله أعظم من أن تتخذ هزواً أو مزحاً .
أما من استشهد بآية على واقعة جرت وحدثت : فهذا لا بأس به ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد بالآيات على الوقائع ، فاستشهد بقوله تعالى : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) التغابن/15 ، حينما جاء الحسن والحسين يتعثران في أثوابهما ، فنزل من المنبر صلى الله عليه وسلم ، وقال : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَة ) التغابن/15 ، فالاستشهاد بالآيات على الوقائع : لا بأس به ، وأما أن تنزّل الآيات على ما لم يُرد الله بها - ولاسيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء - : فالأمر خطير جدّاً " انتهى .
"لقاءات الباب المفتوح" (60/السؤال الأول) .
…………
١٤٣٩/٣/٢٨

الأحد، 3 ديسمبر 2017

تمسكوا بكتاب الله واعتصموا

امحوا فلسطين لا اسمٌ ولا علمٌ
ولا صلاةٌ ولا قدسٌ ولا حرمُ

وجردوا السيف للإسلام وانتبهوا
كيلا يفوه بحق المسلمين فمُ

وعطلوا الدين من أسباب قوته
فلا جهاد ولا سيفٌ ولا قلمُ

دعوى السلام سراب لا يراد بها
إلا التمكن في الأرض التي غنموا

كم رددوا أن في التطبيع مغنمةً
فطبعوا ثم ما أوفوا ولا سلموا

فهذه مصر والأردن ما نالت
من التصالحِ إلا الجوعُ والعدمُ

من يرتجي من يهودي مهادنةً
كالمستعين بشيخٍ هده الهرمُ

لا يستجير بإسرائيل غير فتًى
أصابه الجهل والعاهات والسقمُ

لم يرقبوا ذمةً في المسلمين ولا
يرعون عهدًا ولا وعدًا وإن زعموا

أهل المكائد والعدوان إن ظفروا
فإن رأوا غرةً من مسلم هجموا

كم قتَّلوا أنبياء الله كم كذبوا
حتى غدا الغدر تاريخًا لما اجترموا

طوت قلوبهمُ البغضا وإن خنعوا
فالقلب مشتعلٌ والثغر مبتسمٌ

لا يخذل الله جندًا في الحروب إذا
تمسكوا بكتاب الله واعتصموا

وكيف نرجو صلاح الدين في لهفٍ
وليس في أمةِ الإسلامِ معتصمُ

ومن بنى سؤددًا يرضي اليهود به
فإن بنيانه هاوٍ ومنهدمُ

نبيدهم باجتماعاتٍ لقادتنا
تُدْعى افتراءً وظلمًا أنها قممُ

ويطلقون خطابات منمقةٍ
وكيف ينفع في صد العدا كلمُ

لم يسلم المصطفى من مكرهم قدمًا
فحالفوه وخانوه وما التزموا

تحققوا الصدق من فحوى رسالته
لكنهم أعرضوا عن هديه وعموا

وأرضعتهم يهود المبكيات وما
زالوا يمصونه ذلاً وما فطموا

تقاذفوا كرة الإرهاب بينهم
فنالتِ الفوزَ إسرائيل وانهزموا

يستشهدون بأقوال اليهود وإن
يُتلى عليهم كتاب الله ما فهموا

لا يرفعون به رأسًا لجهلهمو
كأن في سمعهم من ذكره صممُ

فكيف تدرك إسرائيل هيبتكم
وحبلكم بكتاب الله منفصمُ

هذي الجيوش التي تزداد قوتها
تحمي العروش ومن قادوا ومن حكموا

فخيب الله مسعى من يصالحهم
وأرجع الله من زلت به القدمُ
————-
أبو أسامة زيد الأنصاري