الاثنين، 26 فبراير 2018

إن ضجّ بالشام التألم يستجبب له حراء



مازالتِ الأنهار تروي الشامَ لكن بالدماءْ

والطيرُ يشدو بالغناء العذبِ لكن كالبكاءْ

والغانياتُ الناعماتُ ينُحنَ صبحًا أو مساءْ

فمن المجير من العذاب المر يا رب السماءْ

يا رب ليس لنا سواك لك التظلمُ والدعاءْ

وظننتَ يا بشارُ أن تنجو وتفعلَ ما تشاءْ

كم قد رأينا من شجاعٍ يمتطي الأسد امتطاءْ

ألقاه أرضًا ثم شد وثاقه وله عُواءْ

يدعو المجوس لينقذوه فلا يجيبون الدعاءْ

وتظل تلبس كاذبًا ثوب الرجال بلا حياءْ

فالبعثُ ربك لم يُجرك بأن تولول كالإماءْ

فالفرسُ أعداءُ العروبةِ أصبحوا لك أولياءْ

والفرس إن حكموا لكالطاعون ليس له دواءْ

إلا بسيف الحق يعلو هامَهم وله مضاءْ

أعطيتهم حكم البلاد فأفسدوها كالوباءْ

ما زلت طوعَ بنانهم كالعبدِ بالخسران باءْ

كالكلبة العمياء في قفرٍ وتتبعها الجِراءْ

كانت مقاومةُ اليهودِ وحربهم محضَ افتراءْ

أمَّنتَ جانبهم وكنت السدَّ عنهم والوِقاءْ

فلنا بهم يومًا لقا  ولك الهزيمةُ والفناءْ

ما أنتمو أهلٌ لحكمِ الشامِ أنتم أدعياءْ

عفَّت حروفُ الشعرِ حتى أن تكونَ لكم هجاءْ

كم قد أهنتم من عزيزٍ واستبحتم أتقياءْ

ولقد أبحتم كل جرمٍ وشذوذٍ وبغاءْ

بُعدًا فلا بعثٌ ولا دينٌ لكم يا أدعياءْ

وجمعتمو كيد الروافض واليهود الأشقياءْ

تاريخكم ذلٌّ ومفسدةٌ وكيدٌ في الخفاءْ

لم تعمروا مجدًا ولا شُدتم منارًا أو بناءْ

لم تؤمنوا يومًا بدينٍ أو بحقٍّ أو وفاءْ

لم تؤمنوا إلا بمن داسوا عليكم بالحذاءْ

وتقابلون البطشَ منهم بالهوانِ والانحناء

كالفأر تستخذونَ من أعدائنا ولنا العداءْ

فهناك ضبطُ النفسِ يستعلي وتخفى الكبرياءْ

كم نالكم قصفُ اليهودِ فلم تردوا من عياءْ

إن العروبة والرجولة والتقى منكم براءْ

كل البلاد تقدمت والشامُ عادتْ للوراءْ

وكأن بينكمو وبين العدلِ ثأرًا  واعتداءْ

سيحطمُ الأحرارُ عرشَ الكفرِ فالكفرُ هباءْ

يا شامُ يا أرضَ الملاحمِ والهدى والأنبياءْ

طوبى لأهلِ الشامِ سوطِ الله يضربُ من يشاءْ

في ظل أجنحةِ الملائكِ حولها جندُ السماءْ

إن ضجَّ بالشامِ التألمُ يستجيبُ له حراءْ

أو أنَّت الشهباءُ والفيحاءُ أنَّ لها قُباءْ
__________________

شعر: أبو أسامة زيد الأنصاري

الخميس، 22 فبراير 2018

دام سروركم

من الأعماقِ ألهجُ بالتهاني
مـــطــرزةً بأطيــابِ الأمــاني

أزفُّ لــكم تحــايا عاطــراتٍ
كمسكٍ خالصٍ في زعفرانِ

تقبلْ يا أبا بكرٍ سلامي
منيرًا مثل حباتِ الجمانِ

كما أهدي أسامةَ كلَّ حبٍ
كوردٍ أحمرِ الخدين قاني

هما نجمانِ يأتلقانِ نورًا
بهيًا غار منه الفرقدانِ

تزايدَ حبكم في القلب حتى
تمكَّن كالخواتم في البنانِ

سألبس في زواجكم الغوالي
وأرقصُ فيه بالسيفِ اليماني

أرش الوردَ للأضياف غضًا
نديًا من بديعات الجنانِ

أقرَّ الله عينكما بأُنسٍ
وفي الأخرى بخيراتٍ حسان

ودامَ سروركم فرحًا وبشرًا
فؤادي قاله قبل اللسانِ
————
أبو أسامة زيد الأنصاري
١٤٣٩/٦/٦

الأحد، 18 فبراير 2018

جنة الدنيا

أفنت لأجلك حسنَها وشبابَها
وفدًى لعينك أتلفتْ أعصابَها

وسقتك ماءَ عيونها مسرورةً
بعنائها لم تشكُ مما نابَــها

حملتك كرهًا دام تسعة أشهرٍ
وهنًا على وهنٍ أطال عذابها

تجد المتاعبَ في رضاك لذيذةً
وتكاد تفقد إن ألمتَ صوابها

لازلت أسكبُ دمعتي متحسرًا
وأتوق لو أني شممتُ ثيابها

قد كان يرضيها القليل فليتني
أعطيتها عمري ونلتُ ثوابها

يا حسرة الأيام يا أماه كم
من نعمةٍ فرطتُ في استيعابها

يا حسرة الأيام يا محبوبتي
لم ألقَ بعدكِ في وفاكِ مشابها

يا حسرة الأيام كم أروتْ فمي
فنهلتُ منها ما ألذ شرابها

يا جنةً لم أرعَ حق ودادها
كم كنتُ أخشى في الحياة ذهابها

من نور عينك أستمد عزائمي
فتهونين وعورها وصعابها

وتغيرت من بعد موتك حالتي
ظمآنَ يتبع في الحياة سرابها

وتبدلتْ دنياي بعدك شدةً
فعدتْ علي وكشرت أنيابها

وغدت صروف الدهر تنهش من دمي
فطفقتُ أزجر كلبها وذئابها

نفسي تذوبُ إذا تجدد ذكرها
يارب فاجبر كسرها ومصابها

أملي بأن ألقاكِ بعد فراقنا
جعل الحياة هنيةً وأطابها

سأظل أدعو الله معتذرًا لها
وأفيض دمع العين إحسانًا بها

يا رب كانت جنتي ففقدتها
والحزن شتت همتي وأذابها

يا رب فارحمها كما تعبتْ معي
واجعل إلى دار الجنان مآبها

يارب هب أمي مقامًا عاليًا
في جنة الفردوس يا وهابها

يارب واجز حبيبتي خير الجزا
يارب واجعل باليمين كتابها
________________

أبو أسامة زيد الأنصاري