الخميس، 18 أغسطس 2016

إنكار المنكر خطبة

                                 


 الحمد لله الذي هدانا للإيمان وجعلنا بفضله من خير أمة أخرجت للناس. أحمد الله تعالى وأشكره وأسأله أن يلبسنا جميعا لباس التقوى فذلك خير لباس.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ملك الناس إله الناس. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أنزل عليه الحكمة والفرقان فيهما الهدى والرحمة والبيان. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه عدد ما خلق الله وذرأ وعدد ما توالت الأنفاس.
أما بعد!
 فاتقوا الله عباد الله, وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان, مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واحذروا المعاصي والسيئات ,وأطيعوا الله ورسوله لعلكم ترحمون. وحققوا إيمانكم بالأعمال الصالحة, لتكونوا ممن أخبر الله عنهم في قوله سبحانه:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ  أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ  إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ثم اعلموا أيها المسلمون: أنه متى ظهر الجهل بالدين، وتغلبت الشهوات على النفوس، وتسلط أهل الشر على المصلحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؛ عند ذلك تنتشر المحرمات، وتظهر المنكرات, وتكثر الفتن, وتنزع البركة ويحل الخوف بعد الأمن؛ فيبحث الناس عن سبب النجاة, وتشتد الحاجة للدعوة إلى الخير، والاستقامة على الإيمان, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهل وإرشاد الغافل، والأخذ على يد السفيه. فيكون المخرج حينئذ هو تقوية الإيمان بالله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى:(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
فقيام شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الرحمة بالخلق وحب الخير لهم. ومع كون ذلك واجبا دينيا فهو من أسباب الأمن من العقوبة ، فإن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه، أو سكتوا عنه ورضوا به ، ولم يأتمروا بالمعروف فقد عرضوا أنفسهم لغضب الله وعقوبته كما كان ذلك حال بني إسرائيل قال الله تعالى في شأنهم:(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ  ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ  لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ). وكما أخبر تعالى عمن سبقنا من الأمم في قوله:(فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ).
ثم بيَن عز وجل أن الإصلاح والنهي عن الفساد هو العاصم من الهلاك وسبب النجاة من العذاب فقال سبحانه:(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ). وقال سبحانه:(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).
ثم بيّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في صورة جلية فقال: "مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا، فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا".
فكذلك الحال مع مرتكبي المنكرات من المعاصي والفواحش يجب الأخذ على أيدهم ومنعهم؛ لأن ترك الإنكار عليه سبب لغضب الرب تعالى وعذابه.
ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التهاون في إنكار المنكر وبيّن سوء عاقبته فقال:" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم'. الترمذي وحسنه. وابن ماجه 
وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال " إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة ، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم ، وهم قادرون على أن ينكروه . فلا ينكرونه فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة ".مسند الإمام أحمد ، حسنه بشواهده ابن حجر وشعيب الأرنؤوط
فعلى المؤمن متى رأى منكرا أن يغيره بقدر استطاعته امتثالا لأمر الله تعالى في قوله:(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
واستجابة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله: " من رأي منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".أخرجه مسلم وأصحاب السنن
فبالإيمان بالله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعل الله هذه الأمة خير الأمم فقال عز وجل: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..) .
 فقد أشاد الله بالأعمال الصالحة للمؤمنين, ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وحفظ حدود الله, وضمن لهم البشارة فقال سبحانه:(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ  وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ). أي:" إذا هم وفوا الله بعهده أنه موف لهم بما وعدهم ". تفسير الطبري 11/40
اللهم فاجعلنا من عبادك المتقين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. اللهم وانفعنا بهدي كتابك العظيم وسنة نبيك الكريم....

............الثانية: 
الحمد لله الذي هدنا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدنا الله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
عباد الله: اتقوا الله واجتهدوا في طاعة الله واجتنبوا الفواحش والمنكرات, وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فإن ذلك من عزم الأمور.
 ثم اعلموا أن:" المُنْكَرُ هو كلِّ ما نهى اللهُ عنه من الكفر والكذب والخيانة والفواحش والظلم", وقطيعة الرحم والعقوق والرشوة والإلحاد والفسوق والإخلال بالأمن إلى غير ذلك من أنواع المنكرات.
 فالواجب علينا الإنكار على صاحب المنكر الظاهر, فلو أننا رأينا لصا يريد السطو على أحد المنازل أو المحال التجارية مثلاً, أو يحاول العبث بأمن البلد, فكلنا نعلم أنه يلزمنا إنكار المنكر والأخذ على يد هذا المجرم بكل الوسائل الممكنة. فإنه لا يجوز السكوت عن ذلك, وأن من رضي به فهو شريكه في الإثم و الجُرم.فحق الله أولى أن يحفظ ويصان.
 فكل من رأى معصية لله وأمكنه النهي عنها وإزالتها, أو رأى منكرا من المنكرات وكان باستطاعته تغييره ؛فليعلم أنّه يجب عليه ذلك, وأنه مثاب على فعله, وأن هذا دليل على إيمانه, فليستعن بالله وليأمر بالمعروف ولينه عن بالمنكر بالتي هي أحسن. كما أخبر الله عن لقمان أنه قال:(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُور) أي: وأمر الناس بطاعة الله، واتباع أمره, وانه الناس عن معاصي الله ومواقعة محارمه ". (تفسير الطبري)73/21
فاتقوا الله أيها المسلمون في دينكم وأنفسكم, واستبقوا الخيرات واجتنبوا الفواحش والمنكرات وائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر.
وصلوا وسلموا على الناصح الأمين, والداعي إلى جنات النعيم, فقد وعدكم الله على ذلك أجراً عظيماً فقال,{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . كما صليت على آل إبراهيم. وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم إنا نعوذ بك من الشك والشرك والكفر والنفاق وسوء الأخلاق.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء. اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك ، وأعزه بطاعتك ، وارزقه البطانة الصالحة، اللهم وانصر به دينك ، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا رب العالمين.
 اللهم اعز الإسلام وانصر المسلمين, وأذل الشرك والمشركين ودمر أعدائك أعداء الدين .اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.
اللهم يا من لا يخلف وعده ولا يهزم جنده اللهم أنزل على جنودنا السكينة والنصر وسدد رميهم يا سميع الدعاء .
اللهم وانصر إخواننا في اليمن والعراق والشام, اللهم انصرهم نصرا عزيزاً يا ذا الجلال والإكرام.
 اللهم عليك بعدوك وعدهم فإنـهم لا يعجزونك وأنت الواحد القهار. اللهم خالف بين قلوب الأعداء, وفرق جمعهم وشتت شملهم, ورد كيدهم في نحورهم واجعل الدائرة عليهم يا قوي يا عزيز. اللهم منـزل الكتاب ومجري الحساب ومرسل السحاب اهزمهم وزلزلهم زلزالاً شديداً. اللهم أنزل بهم رجزك وعذابك  إله الحق.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله:{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.

الاثنين، 15 أغسطس 2016

الفرق بين العلم والجهل من حيث السعة؟.

الفرق بين العلم والجهل من حيث السعة؟.  
العلم أوسع واكبر،  ولا نسبة بين علم الخلق وعلم الله ، ولذا قال جل وعلا( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)  .
فالصحيح إن شاء الله أن العلم أكثر من الجهل.  لماذا لأن العلم ينسب إلى الله. فهو العليم، وقد أحاط بكل شيء علما.
ففي خبر الخضر وموسى عليهما السلام :أن عصفورا نقرا في البحر فقال الخضر لموسى ، ماعلمي وعلمك في علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من ماء البحر. ( أو كما قال في الحديث).          
  ويؤيد هذا ويوضحه قوله تعالى: ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) وقوله( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر مانفدت كلمات الله..). وكلمات الله من علمه..
فمن حيث العموم فالعلم أوسع وأعظم. لأنه لا يجوز اقتصار اللفظ على ماكان في حق الخلق فحسب فيقال هذا هو حد العلم والجهل.
 ولكن الواجب استعمال اللفظ بحسب متعلقه وعمومه.  
فيقال في المقارنة بينهما :الجهل عدم ، والعلم حقيقة.  والجهل موت، والعلم حياة. "وفي الجهل قبل الموت موت لأهله..."قال ابن عباس:  العلم أكثر من أن يحصى فخذوا من كل شيء أحسنه".
……
محمد بن علي1437/11/12