الجمعة، 6 أبريل 2018

بشائر الحبيب

سرت البشائر بالحبيب وذكره
سريان طيبٍ  فائح من زهرِه
فبشرعه نلنا المكارم كلها
وتتابعت أمجادنا  في إثرِه
الله يشهد أن أحمد عبدُه
ورسولُه ومبلغٌ عن أمرِه
الله أرسله بدين خاتم
وبنوره سعِد الوجود بأسرِه
لم يشهد الكون الفسيح نظيره
من بعد مولده وسالف عصرِه
وله مقام لم ينله غيره
فالله أقسم في الكتاب بعمره
لم يبدأ التاريخ إلا بعده
فبه تبلج نور صادق فجره
والقلب إن زادت عليه همومه
فدواؤه وشفاؤه في ذكرِه
وبزمزم جبريل غسَّل قلبه
واستلَّ كل سخيمةٍ من صدره
عادَوه واتهموه واجتمعوا على
إيذائه وتمكنوا من حصره
أمضى ثلاث سنين يدعو ربه
متجرعًا جَور الحصار ومره
حتى أحاط بهم فرق فؤاده
وعفا وأطلقهم وهم في أسره
حتام يسخر من كمال محمد
من لا يساوي قطعة في ظفرِه
إن الذي ذم النبي محمدًا
حكم الكتاب بجرمه وبكفره
لله جند يحفظون مقامه
ما ضره مستنكفٌ عن نصره
وإذا أراد الشعر وصف كماله
سيكِلُّ فيض بيانه عن حصره
فمن الثبات غضنفرٌ في غابه
ومن الحياءِ كجؤذَرٍ في خِدره
ولو ان أهل الجود يجمع فضلهم
ما كان حتى قطرةً في بحره
فالكف يهمي غيثه من جوده
والوجه يبرق نوره من بشره
ما زال ينفق ماله حتى استوى
إنفاقه في عسره أو يسره
من لا يحب بأن يرى أُحدًا له
ذهبًا ويؤثر أن يعيش بفقره
ما المسك والكافور والشيح الندي
والعود إلا نفحةٌ من عطره
فضياؤه فاق الصباح بشمسه
وسما على نور المساء ببدره
يا من تولى ربُّه تأديبَه
بخلائقٍ لم تجتمعْ في غيرِه
وكساه بالخلق العظيم جواهرًا
ضاقت بلؤلؤه وخالصَ دُره
تجلو ابتسامته اللآلي في الدجى
لمعت كبرق من ثنايا ثغره
وأتاه محتاج فجر رداءه
حتى بدا أثرٌ له في نحره
أعطاه متبسمًا ولم يسخط ولا
أبدى تبرمه لشدة نتره
أو ما روى أنس بن مالكَ أنه
لم يشكُ من تعنيفه أو نهره
أصحابه يرعَونه بقلوبهم
يتنافسون على حيازة بره
يتقاتلون لأجل فضل وَضوئه
يتسابقون على بقايا شَعره
يتبركون بريقه ونخامه
يتزاحمون على بقايا سؤره
وإذا تكلم خفضوا أصواتهم
من بعد ما عرفوا جلالة قدره
إن المحب إذا ارتقى إيمانه
يفدي النبي بماله وبعمره
يثني عليه بقلبه ولسانه
ويطيعه في عسره أو يسره
وإذا غلا فيه الغلاة بجهلهم
لم يجفُ حقَّ نبيه أو يُطره
ها قد تباعد هدينا عن هديه
حتى تبعنا الضب داخل جحره
ولقد غدونا في هوان دائم
لاهين عنه كسادرٍ في سُكره
لن تستقيم حياتنا إلا إذا
سرنا على سَـنن الصلاح كسَـيره
فدواؤنا وشفاؤنا من ذلنا
أن نستقيم على هداه ونوره
فلعل هذا الجيل يحذو حذوه
مستلهمًا أخلاقه من طهرِه
فالله أرحم راحم بعباده
لا تيأسوا من فضله أو مكره
وختمتَ سِفر الأنبياء وزنته
وكتبتَ آخر نقطةٍ في سطرِه
————-
أبو أسامة زيد الأنصاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق