الأحد، 4 مارس 2018

مدارسة حول مقال في القدر

[٣/‏٣ ١٠:٥٥ ص] محمد الفال: كيف نقرب مفهوم القدر !!؟

لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن المسلم خاصة.. هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر.. وهو بكل بساطة..........
لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض!!؟
لماذا يموت الأطفال في سورية!!؟ لماذا يموت الأطفال جوعا في افريقيا!!!!؟
أليس الله هو الرحمن الرحيم!!!؟ فكيف يمتلئ الكون بكل هذه المآسي!!!؟
طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من فهم تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن.. إلا أن هذا فعليا قد حدث..

قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الان،كان نبي الله موسى لديه كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله (رب أرني أنظر إليك.. ) لكن الأهم على ما يبدو هو موضوعنا اليوم وهو:
عندما سأل موسى ربه عن القدر.. وكيف يعمل.. وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم.. فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام.. والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا.. أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله...........
في حين أن الحقيقة أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه.. يمثل يد الله تعالى التي تغير أقدار الناس.. والجميل أن هذا القدر يتكلم.. لذلك نحن الآن سنقرأ حوارا بين نبي(بَشَر) مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا.. وبين قدر الله المتكلم.. ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة..
أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم .. آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. وهذا أصل مهم جدا.. ثم يقول سيدنا موسى عليه السلام(بشر)...... "هل أَتَّبِعُكَ على أن تُعَلِّمَنِي مما عُلِّمْتَ رُشْدَا".. يرد القدر......
"إنَّكَ لن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا وكيف تَصْبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْرَا.. ".............
جواب جوهري جدا........
فهم أقدار الله فوق إمكانيات عقلك البشري...... ولن تصبر على التناقضات التي تراها..............
فيرد موسى عليه السلام بكل فضول البشر.......
"ستجدني إِنْ شَاءَ اللهُ صَاِبراً ولا أَعْصِي لَكَ أمرا".. ويرد القدر
"فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا"..
ويمضي الرجلان.. ويركبان في قارب لمساكين يعملون في البحر.. ويقوم الخضر بخرق القارب.. وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر.. لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. "أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.. لقد جِئْتَ شَيْئَا إمرا"..
عتاب للقدر تماما كما نفعل .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس!!؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا!!!؟ نفس الأسئلة.. يسكت الخضر ويمضي.. طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجىء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم.....
لأن الملك لم يأخذ القارب غصبا..
نكمل.. موسى لا زال في حيرته.. لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. "ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟"
ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار.. يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفناه بالرحمة والعلم بقتل الغلام.. ويمضي.. فيغضب موسى عليه السلام .. ويعاتب بلهجة أشد......
"أَقَتَلْتَ نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا"............
تحول من إمراً إلى نكراً......
والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا.. ويعيش نفس حيرتنا.. يؤكد له الخضر مرة أخرى "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا".. طبعا هنا أصل مهم.. أننا كمسلمين قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق.. فنحن نعرف أن الخضر فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه.. "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا".. والسؤال.....
هل عرفت أم الفتى بذلك؟
هل أخبرها الخضر؟.........
الجواب لا.. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا.. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا..
ثم يصل موسى والخضر إلى القرية.. فيبني الجدار ليحمي كنز اليتامى.. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا.......
ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي..
الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصرلأننا لا نرى الصورة كاملة، فما بدا شرا لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم..
وهذا أول نوع من القدر..
شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا.............
النوع الثاني مثل قتل الغلام...... شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر.. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه أبدا لم قتل......
النوع الثالث وهو الأهم.. هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري.. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك.. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح..
فالخلاصة إذن.. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك.. قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة..
لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.. الله قد حماك منها.. مثال بسيط.. أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ حرمك الله المال.. أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكان نهايتك ستكون وخيمة؟ حرمك الله الجمال.. أليس من الممكن انك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك؟ لماذا دائما ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله

استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.. إذا وصلت لهذه المرحلة.. ستصل لأعلى مراحل الإيمان.. الطمأنينة.. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله "يا أيتها النفس المطمئنة" حتى يقول.. "وأدخلي جنتي" بتصرف وتبسيط!!
ج
[٤/‏٣ ١٠:١٢ م] بدر راشد: - لا أحد من العلماء يقرب لك مفهوم القدر إلا عالما من علماء السنة والجماعة، فهم الذين يعلمون لله قدره، فلا يقولون عن الله وهو خالق كل شيء، لا يقولون مثلا "أنه طلب من موسى عليه السلام أن يلقى الخضر"، لأن الله لا يطلب شيئا بل يأمر ويخلق فله الخلق والأمر سبحانه.
. كما أنهم لا يصفون عبدا من عباد الله بأنه "يمثل القدر نفسه" وقد وصف ابن عباس رضي الله عنه القدر بأنه نظام الكون ، هل يريد أن يختزل نظام الكون في شخص الخضر عليه السلام ؟ .
. علماء السنه لا يجعلون عبدا من عباد الله "يمثل يد الله تعالى التي تغير أقدار الله" ويكفي لرد هذا القول الاثيم قول الله تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
- موسى عالم بالقدر قبل أن يلقى الخضر عليهما السلام، قال موسى في القدر كلمة عظيمة - ليت القدرية فهموا معناها - قال ( إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ ۖ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ)
- من أجل أن تفهم القدر لابد أن تفهم ما فهمه موسى عن الفتنة والابتلاء ، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)
- من أجل أن تفهم القدر لابد أن تقرأ ما كتبه علماء السنة والجماعة عن مراتب القدر
. علم الله المطلق
. كتابة القدر .
. إرادة الله الكونية والشرعية .
.ّ أن الله خالق كل شيء.

- الشر الواقع في العالم، " الفقر والمعاناة والحروب والمرض" هي نتيجة كسب البشر قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
الشر لا يُنسب إلى الله قال عليه الصلاة والسلام في تلبية الحج " والشر ليس إليك " مع أننا نؤمن أن الله خالق كل شيء وهو القائل (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ولا يفهم هذه المسألة إلا من فرق بين إرادة الله الكونية وإرادته الشرعية .

- قول موسى عليه السلام ( ربي أرني أنظر إليك ) لم يكن سؤالا فلسفيا، بكل بساطة أراد موسى أن يرى ربه بعدما كلمه، ولكن نأخذ العبرة من سؤال موسى ففيها ردا على كل من سأل لماذا لا نرى ربنا ؟
والجواب: أن الله تعالى حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه . ولهذا صار الجبل دكا .
- موسى عليه السلام لم يسأل ربنا عن القدر، ولكنه رأى ان لا أحد أعلم منه فأرسله ربه للخضر ليعلم إنه يوجد من هو أعلم منه .
هذا والله اعلم.

[٤/‏٣ ١٠:٣٥ م] محمد الفال: الأمر في هذا واسع يابدر فالله يطلب من عبده فهو يأمره.
لاتحجر.

[٤/‏٣ ١٠:٤٩ م] محمد بن علي: لكن المسألة عقيدية..
وفي المقال جملة منكرة منها: القدر يمثل يد الله..
هذا خلط لصفة ذاتية بصفة فعل.
شتم كليم الله بقوله: فيرد موسى ( بكل فضول البشر).

[٤/‏٣ ١٠:٥١ م] محمد بن علي: الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي.
العقيدة تحورت إلى مجرد أدبيات!!!
الخضر ولي، وليس نبي. وهذا القول مرجوح والصواب أنه نبي.
[٤/‏٣ ١٠:٥٢ م] محمد بن علي: ويرد القدر، وهو يعني الخضر.
جعل القدر مخلوقا يتكلم..!
[٤/‏٣ ١٠:٥٤ م] محمد بن علي: قوله( عتاب للقدر تماما). فصيغة الكلام ليست عتابا للقدر فهذا كذب على موسى عليه السلام، فمتى عتب على القدر. ؟!
[٤/‏٣ ١٠:٥٦ م] محمد بن علي: ويعيش نفس حيرتنا. اتهام أيضا لموسى بالحيرة..
[٤/‏٣ ١٠:٥٧ م] محمد بن علي: ثم مضى الخضر ..القدر المتكلم. تشويه للعقيدة الصحيحة بجعل القدر رجلا يتكلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق