الأحد، 11 ديسمبر 2016

العلم المكنون

                   العلم المكتوم..!!!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
 فيروى أن الصحابة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:  أرأيت قول الله عز وجل:  إن الله وملائكته يصلون على النبي، فقال عليه الصلاة والسلام: " (إن هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به) : إن الله عز وجل وَكَلَ بي ملكين ، فلا أُذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قال ذانك الملكين غفر الله لك، وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين (آمين)".
قلت: وأخرجه الطبراني في الكبير.[3/89]  قال الهيثمي في مجمع الزوائد واللفظ الذي عنده( من العلم المكتوم).قال الهيثمي والحكم بن عبد الله بن خطاف كذاب.[7/93]    
وأورده ابن عراق في تنزيه الشريعة عن الأحاديث الشنيعة والموضوعة.[2/333].وذكر أن علته الحكم. وكذلك ذكره السخاوي في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع. وقال: أخرجه الطبراني وابن مردوية والثعلبي وفي سند الجميع الحكم بن عبد الله بن خطاف. وهو متروك. [122]
قلت: والحديث منكر، وفيه علتان.
الأولى: في السند , وهي أن فيه: الحكم بن عبد الله بن خطاف، قال الذهبي: 1656الحكم بن عبد الله بن خطاف أبو سلمة، قال أبو حاتم:  كذاب". المغني في الضعفاء.[1/183]
والثانية أن فيه جملة منكرة وهي قوله:" وهذا من العلم المكنون".  وفي رواية "المكتوم" ، لولا أنكم سألتموني لما أخبرتكم به " .  
فهذا الكلام خطير فهو اتهام للنبي صلى الله عبيه وسلم بأنه كان يخفي ويكتم بعض العلم عن الصحابة، وذلك يستلزم أنه لم يبلغ الوحي البلاغ المبين.- وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك-
فكيف والله تعالى قد شدد في كتمان العلم فقال: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}.
 وقد نزّه تعالى نبيه عن ذلك فقال: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ  وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا}. وقوله سبحانه:{وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ}.
فجملة " هذا من العلم المكتوم أو المكنون"، تدل على سوء الظن به صلى الله عليه وسلم والقدح في أمانته ونصحه .
وبعد:  فلا شك أن هذا الكلام كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فحق على من اختلقه قوله صلى الله عليه وسلم: ( من كذب عليّ فليتبوأ مقعده منه من النار). أخرجه البخاري.
 وفي الخبر جملة أخرى منكرة نبهني عليها بعض الأخوة جزاه الله خيرا, وهي قول الله جوابا للملكين: آمين.].!
……………………
محمد بن علي الشيخي الأحد 12 ربيع الأول 1438



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق