الخميس، 31 مايو 2018

تاج الوقار..

سكبتَ بصوتك الدُّريَّ نورًا
نديًا مثلَ أنسامِ الصباحِ

فحلَّ بجرْسه في كل قلبٍ
وحلَّقَ في السماءِ بلا جَناحِ

تَلَقَّــفَـهُ ملائــكةٌ كــــرامٌ
بحبٍّ واعتزازٍ وانشراحِ

فقد أوتيتَ مزمارًا ثمينًا
سبائكُه من الذهبِ الصُّراحِ

تُصيخُ له الملائكُ مصغياتٍ
وأفواجٌ من الحورِ الملاحِ

وتشتاقُ المحاربُ لو تليها
كشوقِ الأرضِ للماءِ القُراحِ

وتهتزُّ المآذنُ في جلالٍ
إذا ناديتَ حيَّ على الفلاحِ

إذا زادتْ جروحُ القلبِ صارتْ
تــــلاوتــه دواءً للــــجــراحِ

تهِبُّ على القلوبِ فتـنتشيها
كغيمٍ فوق أجنحة الرياحِ

فتمطرُ هذه ماءً زُلالاً
وماءُ القلبِ يهمي بانسياحِ

فمُ الملَكِ المكرَّم فوقَ فيهِ
كما قد جاء في كتب الصحاحِ

لكم في عرصةِ الجناتِ دورٌ
كأعلامٍ على هامِ الرماحِ

تحيط بها مغانٍ ذاتُ حسنٍ
وأفنــيةٍ مــوسَّــعــةٍ فــســاحِ

ومن تاجِ الوقارِ غدًا تُحَلَّى
وتُكسى بالزبرجدِ والوشاحِ

طربتُ لصوتك الذهبي حتى
سكرتُ من السماعِ بغير راحِ

وصار ملازمي في كل وقتٍ
رفيقي في الغدوِّ وفي الرَّواحِ

ويأسرني جمال الصوت أسرًا
أغالبُ فيه دمعًا ذا جِماحِ

فزدني من رخيم الصوت سحرًا
وقيدْني ولا تطلقْ سراحي

______________
أبو أسامة زيد الأنصاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق